شينكر: أي تراجع لبايدن عن الاعتراف بمغربية الصحراء ستكون له آثار "مُدمرة" في إقناع الرياض بالتطبيع مع إسرائيل وسيعني فسخ الاتفاق بين تل أبيب والرباط
قال الديبلوماسي الأمريكي، ديفيد شينكر، الذي كان يشغل في فترة الرئيس السابق دونالد ترامب، منصب مساعد كاتب الدولة الأمريكي المكلف بشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إن إبقاء إدارة بايدن على قرار الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على الصحراء، ضروري في عملية إقناع المملكة العربية السعودية بتطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وحسب شينكر الذي نشر مقالا مؤخرا على موقع "ذا هيل" الأمريكي المتخصص في الشؤون الدولية، فإن بايدن، بعد مرور 3 سنوات على توليه رئاسة الولايات المتحدة الامريكية، لم يتراجع عن قرار الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء، وهو الاعتراف الذي ورثه عن سلفه دونالد ترامب، مشيرا إلى أن أي تراجع فإن آثاره ستكون "مدمرة".
وأوضح شينكر في هذا السياق، أن إدارة بايدن لم تدعم قرار الاعتراف، لكنها لم تتراجع عنه، لكون أن التراجع سيؤثر بشكل كبير على العلاقات الأمريكية المغربية، وفي نفس الوقت فإن تداعيات قرار التراجع ستمتد إلى المساعي الأمريكية في الشرق الأوسط لدفع بلدان عربية لتطبيع العلاقات مع تل أبيب.
ووفق نفس الديبلوماسي الأمريكي، فإن عدم تراجع بايدن عن قرار الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء، سيُعطي الثقة لباقي البلدان الأخرى لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، مشيرا إلى أنه لو حدث التراجع في هذا القرار، فإن ذلك سيكون مؤشرا سلبيا للمملكة العربية السعودية، وقد لا تذهب إلى التطبيع خشية حدوث تراجعات عن المكاسب التي يُمكن أن تحققها من التطبيع.
وأكد شينكر بطريقة غير مباشرة، ما قالته العديد من التحليلات الأمريكية لقرار الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على الصحراء، التي أشارت إلى أن الرباط كانت "ذكية" في ربط قرار الاعتراف باتفاق ثلاثي يدخل ضمنه موافقة المغرب على تطبيع العلاقات مع إسرئيل.
وفي حالة إذا قررت الولايات المتحدة الأمريكية التراجع عن قرار الاعتراف بمغربية الصحراء، فإن ذلك سيكون أيضا فسخا لاتفاق تطبيع العلاقات الديبلوماسية بين الرباط وتل أبيب، وهو ما سيكون له تداعيات سلبية على أفق السلام بين إسرائيل وباقي الدول العربية، وليس المغرب فقط.
هذا، وتجدر الإشارة إلى أن واشنطن تقوم بمساع حثيثة من أجل إقناع المملكة العربية السعودية على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وقد بدأت المفاوضات المباشرة تأخذ طابعا رسميا ومتسارعا، وقد بدأت المؤشرات تُعطي الانطباع عن قرب توقيع اتفاق "تاريخي" لتطبيع العلاقات الديبلوماسية بين السعودية وإسرائيل.




